الدكتـورة حفصـة خالد لـ “الشعــب”:

الوسائط الإلكترونيـة فتحـت آفاقـــا جديــدة لأبي الفنـون 

غانية زيوي

 أوضحت الدكتورة حفصة خالد أستاذة بجامعة مستغانم، أن الفن المسرحي عرف تطوّرا كبيرا في مجال التكنولوجيا خلال العقود الأخيرة، مشيرة إلى أنّ الوسائط الإلكترونية ساهمت في خلق آفاق جديدة في الإخراج ولاسيما التصميم والسينوغراف باكتشاف سبل وإمكانيات جديدة في التجسيد الجمالي والخلق الفني والإبداعي، فحسبها “مخرج المسرحية المعاصر لا يمكن أن يعيش بمعزل عن التطور العلمي والتكنولوجي”.

 أشارت خالد حفصة في تصريح لـ “الشعب”، إلى أن الوسائط الإلكترونية فسحت المجال للمسرحية وأخرجتها من الخشبة وصالات العرض إلى فضاء أرحب، كما أضافت للمتلقي إمكانية التدخل والتفاعل في النص المسرحي بعد أن كان الركود والسكونية من أهم صفاته في المسرح التقليدي، وأضافت بأن الوسائط الالكترونية أعطت نوعا من التدرج للصورة المسرحية، فأضحت معبّرة عن الحدث بشكل قوي، وخلقت أنماطا عديدة ومختلفة للمسرحية الرقمية باختلاف أغنية العرض بالشكل والمضمون التقني.
وفي السياق ذاته، أشارت الأستاذة إلى توجه المسرح الجزائري في السنوات الأخيرة إلى توظيف الوسائط الرقمية في تصميم العرض، خاصة في الإضاءة الذكية والمؤثرات الصوتية الرقمية والعروض البصرية لإضفاء جمالية وتعبيرية، لكن هذا الاستخدام ـ حسبها ـ لا يزال محصورا لدى بعض المخرجين الشباب أو العروض التي تمولها مؤسسات كبرى مثل المسرح الوطني أو في إطار مهرجانات دولية.
وترى المتحدّثة أنّه لمواكبة التطورات الحاصلة على المسرح الجزائري يجب تزويد دور المسرح بالوسائل التكنولوجية الحديثة، وتجهيزها بأحدث المعدات والأجهزة المتطورة، التي تمكّن المخرجين من تنفيد ابتكاراتهم الإبداعية في التجسيد الإبداعي والخلق الفني، إلى جانب تكثيف الورشات الفنية والدورات التدريبية للمسرحيين والتقنيين، وكل العناصر على طرق التعامل مع مختلف التقنيات الحديثة وكيفية توظيفها في العروض المسرحية، لاسيما الحاسوب وبرامجه المتطورة.
ونوّهت محدّثتنا بأن المسرح الرقمي باعتباره فتح آفاقا جديدة، إلا أنه فرض على الممارسين المسرحيين تحديات متعددة تتطلب تطويرا في المهارات والتفكير في طرق جديدة للتفاعل مع التكيف مع طبيعة العرض الرقمي دون فقدان جوهر المسرح، وأضافت بأنّ المسرح الرقمي يعمل على فقدان التفاعل الحي الذي يتميز به المسرح التقليدي، وفقدان الإحساس بالزمان والمكان ويقلص من فرص العمل للفنيين والتقنيين مع فقدان الكمية المسرحية، بحيث يعطي المسرح التقليدي ـ حسبها ـ إحساسا بالحميم بين الجمهور والممثل، وهذا يمكن أن يتلاشى في العالم الرقمي، فضلا عن محدودية الجمهور المستهدف.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19805

العدد 19805

الثلاثاء 24 جوان 2025
العدد 19804

العدد 19804

الإثنين 23 جوان 2025
العدد 19803

العدد 19803

الأحد 22 جوان 2025
العدد 19802

العدد 19802

السبت 21 جوان 2025